هل عملية زراعة الشعر مؤلمة؟
أصبحت عمليات زراعة الشعر تٌستخدم بشكل متزايد لأولئك الذين يعانون من تساقط الشعر، حيث تقدم هذه العملية حلًا دائمًا عن طريق زرع الشعر من المناطق ذات الشعر الكثيف ( المنطقة المانحة أو المتبرعة) إلى المناطق التي تعاني من الصلع أو تساقط الشعر.
وعلى الرغم من شعبية العملية المتزايدة إلا أن العديد من المرضى المحتملين يشعرون بالقلق بشان جانب واحد وهو الألم. مما يأخذنا للسؤال الأشهر على الإطلاق: هل عملية زراعة الشعر مؤلمة؟
تهدف هذه المقالة إلى الإجابة على ذلك السؤال، بالإضافة إلى استكشاف مراحل العملية المختلفة ومناقشة ما يمكن للمرضى توقعه من ناحية الألم والانزعاج.
خطوات عملية زراعة الشعر
تتم عملية زراعة الشعر من خلال تقنيتين رئيسيتين هما تقنية الاقتطاف (FUE) وتقنية زرع وحدة البصيلات (FUT). ويتم استخدام تلك التقنيات في عمليات عديدة منها زراعة الشعر للنساء وزراعة شعر الرأس. لكل تقنية مراحلها الخاصة ولكنهما تشتركان في بعض الخطوات، سنناقش كل ذلك فيما يلي.
التخدير الموضعي
تبدأ عميات زراعة الشعر سواء بتقنية الاقتطاف أو وحدة زرع البصيلات بالتخدير الموضعي، حيث يتم تخدير كلًا من المناطق المتبرعة والمناطق المستقبلة. عادةً ما يكون هذا الجزء هو الأكثر إزعاجًا في العملية، حيث يشعر المرضى بوخزة قصيرة أو إحساس بالحرق عند حقن المخدر. ومع ذلك بمجرد أن يسري مفعول التخدير تصبح المناطق التي سيتم الإجراء عليها مخدرة ولا يشعر المرضى بأي ألم أو انزعاج أثناء عملية الزرع.
ماذا يحدث أثناء العملية؟
تختلف إجراءات زراعة الشعر بين تقنيتي الاقتطاف وزراعة وحدة البصيلات، وفيما يلي سنناقش ما يحدث في الحالتين.
زراعة الشعر بتقنية زراعة وحدة البصيلات
بعد أن يبدأ تأثير التخدير يقوم الطبيب بإزالة شريط من أنسجة فروة الرأس من المنطقة المتبرعة، ولأن المنطقة مخدرة لا يشعر المرضى عادة بأي ألم. ولكن قد يشعر بعض المرضى بإحساس شد خفيف لا يكون مؤلم بشكل عام. بعد ذلك يتم خياطة المنطقة المتبرعة والتي عادة ما تترك ندبة خطية خفيفة في مكان إزالة الشريط. يقوم الطبيب باستخراج بصيلات الشعر الصحية من الشريط وإعدادها للزراعة في المنطقة المستقبلة.
تستقبل المنطقة الصلعاء أو التي بها شعر خفيف البصيلات وتكون مخدرة أيضًا لضمان عدم الإحساس بالألم. يظل المرضى مستيقظين خلال العملية وغالبًا ما يشاركون في المحادثات أو يشاهدون التلفاز أو يستمعون إلى الموسيقى.
زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف
أثناء عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف يتم استخراج بصيلات الشعر الفردية من المنطقة المتبرعة باستخدام أداة خاصة ثم يتم فحص تلك البصيلات تحت المجهر للتأكد من جودتها وتنشيطها، بعد ذلك يتم زرع البصيلات المستخرجة في المنطقة المستقبلة وقد يترك استخراج البصيلات ندبات على هيئة نقاط صغيرة لكنها تكاد لا تُرى.
وعلى غرار عملية الزرع باستخام تقنية زراعة وحدة البصيلات، فإن يكون المرضى مستيقظين ويمكنهم المشاركة في أنشطة مختلفة أثناء العملية ولا يشعرون بأي ألم.
مرحلة التعافي
يختلف مستوى الألم أو الانزعاج الذي يشعر به الشخص بعد عملية زراعة الشعر من مريض لآخر ويعتمد على نوع العملية التي تم إجراؤها. ولكن بشكل أساسي يقول المرضى إن الأمر في الغالب غير مريح ولكنه ليس مؤلمًا.
بعد زراعة الشعر بتقنية زراعة وحدة البصيلات
قد يشعر المرضى ببعض الانزعاج في المنطقة المتبرعة بسبب إزالة شريحة من فروة الرأس، حيث يمكن أن تسبب الغرز شعورًا بالضيق وقد تكون المنطقة حساسة لبضعة أيام.
يتم التعامل مع الألم والانزعاج باستخدام مسكنات الألم الموصوفة والأدوية المسكنة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. ولكن يجد معظم المرضى أن الانزعاج محتمل ولا يحتاج إلى الأدوية المسكنة ويذكرون أنه يختفي في غضون أسبوع أو أسبوعين كحد أقصى.
بعد زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف
عادةً ما تؤدي تقنية الاقتطاف إلى الشعور بانزعاج أقل مقارنةً بتقنية زراعة وحدة البصيلات، لأنها لا تتضمن أي جراحة أو غرز. قد يعاني المرضى من ألم خفيف واحمرار في المنطقة المتبرعة لكنه عادةً ما يختفي في غضون بضعة أيام، وتكون مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية كافية للقضاء على أي انزعاج أو الم.
الألم على المدى الطويل
يتساءل بعض المرضى إن كان هناك ألم على المدى الطويل. ولكن عمليات زراعة الشعر سواء كانت بتقنية الFUT أو بتقنية الFUE فإنها مصممة لتكون ذات طبيعة آمنة، ولذلك فإن الألم على المدى الطويل غير شائع. يتعافى الغالبية العظمى من المرضى تمامًا بدون ألم مستمر، ولكن عملية الشفاء تتضمن بعض الانزعاج الخفيف حتى تستقر البصيلات المزروعة وتلتئم فروة الرأس، ويحدث ذلك في خلال فترة قصيرة.
نصائح لتجنب وتقليل الألم
قبل العملية
يفضل مناقشة أي مخاوف بشأن الألم مع طبيبك خلال الاستشارة الأولية، حيث أن التوقعات قد تؤدي إلى الشعور بألم غير موجود نتيجة لتأثيرات نفسية. يمكن للطبيب أن يقدم لك معلومات مفصلة حول ما يمكن توقعه وكيفية التعامل مع الألم أثناء وبعد العملية.
اتبع تعليمات الطبيب بعناية، والتي قد تشمل تجنب بعض الأدوية أو المواد التي يمكن أن تزيد من النزيف أو تتداخل مع التخدير مما قد يسبب زيادة الشعور بالألم.
أثناء العملية
يعد استخدام التخدير الموضعي ممارسة معتادة في العملية، كما ان بعض العيادات تقدم مهدئات لمساعدة المرضى على الاسترخاء أثناء العملية. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في أنشطة مثل مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الموسيقى أو حتى القراءة يمكن أن تساعد في إبعاد ذهنك عن العملية وتقليل أي إنزعاج قد تشعر به.
بعد العملية
استخدم مسكنات الألم الموصوفة أو مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية حسب توجيهات طبيبك لتجنب أي إزعاج قد تشعر به. كما أن وضع كمادات الثلج على المناطق المعالجة يمكن أن يقلل من التورم ويوفر الراحة.
الراحة واتباع تعليمات الرعاية بعد الجراحة أمران مهمان للتعافي السلس. تأكد من حضور جميع مواعيد المتابعة المجدولة لضمان الشفاء السليم ومعالجة أي مخاوف.
الجوانب النفسية للألم
لا يقتصر إدراك الألم على الجانب الجسدي فقط بل إنه يشمل أيضًا الجانب النفسي، حيث يمكن أن يؤدي القلق والخوف إلى تضخيم الإحساس بالألم. ولكن فهم الإجراء ومعرفة ما يمكن توقعه والثقة في طبيبك قد تقلل القلق والألم المتصور بشكل كبير، حيث يجد العديد من المرضى أن خوفهم من الألم أسوأ من التجربة الفعلية.
تجارب المرضى
تختلف تجارب المرضى مع زراعة الشعر، لكن العديد منهم أفادوا بأن الألم كان أقل بكثير من المتوقع. فيما يلي بعض آراء المرضى عن العملية:
- سالم من دبي : “بصراحة كنت خايف من الألم، لكن بعد ما سويت الزراعة اكتشفت إنه كان أبسط مما توقعت. في شويّة عدم راحة أول يومين، لكن بعدها كنت تمام. التجربة كانت سلسة وما حسيت بشي مزعج.”
- مروان من أبوظبي: “تجربتي كانت مريحة، وتفاجأت إنه الألم كان خفيف جداً، يمكن لأنه الفريق كان محترف وعارف شو يسوي. بعد العملية كنت مرتاح وما في ألم يذكر.”
- سيف من دبي: “شفت ريفيوهات تقول إنه العملية مؤلمة، لكن يوم جربتها اكتشفت إنه ما فيها شي مخيف. كان الألم بسيط جداً، والحمد لله استرجعت شعري بدون معاناة.”
الخلاصة
لا تسبب عمليات زراعة الشعر أي ألم بشكل عام، وهي خيار رائع إذا كنت تعاني من تساقط الشعر أو رقته أو الصلع. ومع ذلك، فإن الخوف من الألم قد يمنع الناس من التفكير في الأمر.
وبينما هناك بعض الشعور بالانزعاج وخاصة في فترة التعافي الأولية، إلا أن الإجراءات محتملة بشكل عام.